السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة ابلغ من العمر 26 سنة، مشكلتي انني خنت ثقة أهلي عدة مرات لعدد كبير من السنين.
مذ كنت في المتوسطة وانا أتحدث مع شباب، وعندما يعلم والدي بالأمر يضربني ضربا مبرحا ويحرمني من كل شيء لفترة ليست قصيرة، ثم يعود لمسامحتي..
تبت لفترة ولكني في الستة اشهر الماضية تماديت كثيرا لدرجة انني أتحدث مع 3 شبان في وقت واحد و2 يحاولون الاتصال بي ولكني لا اعطيهم مجالا. . (اعلم انني حقيرة ولكن لا يفيدني الندم الان).
أحد هؤلاء الشبان شاب احببته حبا جما من 7 سنين وبعد ان علم والدي بأمرنا اول مرة (ضربني طبعا) تقدم هذا الشاب لخطبتي 3 مرات ولكن جاوبه ابي بالرفض لانه لا يحمل الجنسية السعودية. . . ولكن ابي لا يعترف الا بالبدو (قبائل) ومن قبيلتي بالذات..
قد تسال لماذا اكلم غيره طالما انني احبه اقول لك (صدقني لا اعلم) فكرت مرات عديدة في التخلي عن هذا الطريق ولكني لا اعلم سبب عودتي لها كل مرة، هل هو غضب من ربنا علي، او وسوسة الشيطان؟ ام انني انا الشيطان؟ ؟ ؟ ؟ نعود للمشكلة. .
علم ابي بأمر تحدثي مع 3 شبان وراي عن طريق برنامج الواتس اب أني أرسلت عدة صور مشينة لحبيبي واني خرجت معه من امام منزلنا، بالطبع جن جنونه وانا لا ألومه أبدا، وضربني ورفسني وكاد ان يذبحني بالسكين.
أنا لا ألوم والدي فانا أدركت الان مدى حقارتي وسوء أخلاقي الذميمة. . أبي في قمة الإحباط واليأس والقهر بسببي، فقد قال انو لا يستطيع ان يعد نفسه رجلا
(وهذه الكلمات حقرتني جداً)
أبي لا يستحق ان اكون ابنته لانه لم يقصر معي في شيء أبدا ولكنها سوء أخلاقي. اعترف بذنبي وقد تبت الى الله توبة نصوحا مقسمة بجلاله وعظمته الا أتحدث بعد ذلك الى اي شاب او ان اقدم على اي فعل يسيء لابي وأمي لكن بعد ماذا بعد ان قتلتهم وحطمتهم.
أنا في اشد الخوف الان من ربي ومن عقابه، فقد دعى علي والديّ وانا اكره دعائهم علي لأني اعي تماماً كيف يكون الجزاء بعد دعا الوالدين على الأبناء، الاعتذار لكن يكفي ابي وأمي ولن يريحهم أبدا.
أبي وأمي يتمنون موتي اليوم قبل الغد ولا يريد ابي ان يراني او ان يسمع صوتي.. كيف اصنع بنفسي وماذا افعل لأهلي، أكاد أموت من الرعب كل يوم بسبب غضبهم مني. .
من المؤكد أني لن ارى نور الشارع بعد اليوم ولمدة سنة ولن اكمل تعليمي ولن اعمل في اي قطاع ولست معترضة فانا استحق هذا وهذا اقل شيء (رغم انني متفوقة في دراستي وموظفة مجدة وممتازة)
لكني اريد ان أبدا ببناء حياة نظيفة طاهرة لنفسي وأريد ان ابني الثقة مع أهلي بعد ان انعدمت كليا ولكن كيف؟ ! ! !
أنا ندمانة جداً لأنهم لن يسامحونني أبدا وانهم غاضبون مني الى يوم الدين. أنا خائفة من عقاب ربي فما العمل أرجوكم ساعدوني أرجوكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي الفاضلة: أشكر لكِ ثقتكِ بموقعنا وأسأل الله - عز وجل- أن نكون عند حسن ظنكِ بنا، كما أسأله –سبحانه- أن يتوب عليكِ وأن يقيكِ شر الأشرار ويزيد إيمانك ويشرح صدرك إنه سميع مجيب الدعاء.
ذكرتِ في رسالتك - حفظكِ الله- أنكِ تريدين استعادة ثقة أهلك بكِ بعد وقوعك في علاقات محرمه، ومما لا شك فيه أن ما قمتِ به سلوك يغضب الله ويغضب والدك وأهلك ويجلب العار والفضيحة، واحمدي الله أن الأمور وصلت إلى هذا الحد ولكن لا تحزني فأبواب الرحمن مفتوحة أمامك فالله يتوب على من تاب ويعفو ويغفر الخطايا سبحانه وتعالى.
بدايةً أخيتي:
- الجئي إلى الله الرحمن الرحيم القادر على كل شي –سبحانه- الجئي إليه بقلب منكسر واستغفريه وتوبي إليه توبة صادقه، وأكثري من الدعاء وحافظي على صلواتك في أوقاتها، واحرصي على قراءة الأذكار اليومية، واسألي الله أن يطهر قلبكِ ويزيد إيمانك ويبعد عنكِ وساوس الشيطان.
اعلمي أن والدكِ أرحم الناس بك مهما فعل فلا تتوقعي أنه يكرهكِ وإنما هي ردة فعل لتصرفك فلا تلوميه، واحرصي كل الحرص على إرضاءه والإحسان إليه وبره فمتى ما التمس منك الصلاح والاستقامة فإن الثقة بكِ ستعود - بإذن الله- فلا تيأسي مهما واجهت من مصاعب فاستعادة ثقة أهلكِ تحتاج إلى وقت وجهد فعليكِ التحلي بالصبر حتى تصلي إلى مرادك، فقد قال الله - جل في علاه-: {والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.
وأخيرًا أتمنى أن تطمئنينا عن أحوالك، وثقي أن كلنا آذان صاغية فلا تترددي في طلب الاستشارة، كما يمكنكِ التواصل عبر الهاتف الاستشاري٩٢۰۰۰۰٩۰۰ وأسال الله أن يوفقكِ ويسدد خطاك ويرزقك بزوج صالح يقر عينك إنه سميع مجيب الدعاء.
الكاتب: أ. أسماء أحمد أبو سيف
المصدر: موقع المستشار